منتديات الصقر القوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الصقر القوي

مرحبا بكم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقامة العزاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الصقر القوي
عضو متميز
عضو متميز
الصقر القوي


ذكر
عدد الرسائل : 461
العمر : 27
المزاج : سعيد
تاريخ التسجيل : 11/01/2009

بطاقة الشخصية
العاب:

مقامة العزاب Empty
مُساهمةموضوع: مقامة العزاب   مقامة العزاب I_icon_minitimeالجمعة فبراير 13, 2009 4:07 am

مقامة العزاب

مشيت في ليلة من الليالي، لزيارة مريض من أخوالي، فسرت في بعض الطرق، وقد لاح السحاب في الأفق، فما هي إلا لحظات يسيرة، حتى هطلت أمطار غزيرة، فسعيت أبحث عن مأوى، ولكن دون جدوى، فسمعت صوتاً ينادي، أقبل أيها العادي، فإذا بشاب حسن فتي، كريم الطبع ذا خلق ندي، فأدخلني داراً متواضعة، ليست بضيقة ولا واسعة، فلقيت منه حفاوة وترحيبا، ووجدته لبيباً أديباً، فتناشدنا الأشعار والأخبار، فرأيته من ألطف السمار، ثم سألته: أأنت متزوج ؟ فقال: هذا سؤال متكرر ومحرج؟ ثم أطرق رأسه، والتقط أنفاسه، وأنشد في حزن وأسى: عسى فرج يكون عسى، ثم قال: لا يخفى عليك هذا الزمن، وما فيه من فتن ومحن، وفتنة النساء، بلاء وأي بلاء، فالأسواق ملأى بالغيد، وحسانٍ وصلهن عيد، والقلب يتمنى ويريد، ولكن لا رادع إلا الخوف من الجبار، وهذه الدار دار اختبار، لذا قررت أن أطرق الأبواب، وأسلك درب الصواب، فقررت بأن أتزوج مليحة، وأن أعيش حياة مريحة، ولكن ... ثم أسبل دموعه، وقال بنبرة مسموعة: كنت أبحث عن الهناء، فبدأت رحلة العناء، كلما طرقت بابا، رأيت أمراً عجابا، وظننت أن طلبت سرابا، فهم يطلبون حلياً وأثوابا، ومسكاً وأطيابا، وطعاما وشرابا، وألا أجعل للنقود حسابا، وأول ما يسألون عنه المال، وإن لم تكن ذا دين و جمال، ويلحون في السؤال عن الوظيفة والراتب، وما عندك من مناصب ومراتب، فالمهم أن يمتلأ الجيب، ولا يضر بعده عيب، وكل فتاة تظن نفسها حور العين، وما هي إلا عجوز في الغابرين، وتظنني فتى الأحلام، فتطلب الأوهام، فلو كانت بثينة في عصرنا لما عشقها جميل، ولما وقف لها في كل سبيل، ولو عاشت عزة في هذا الزمن، لما جعل لها كُثيّر ثمن، ولو كانت بيننا عبلة، ما جازاها عنتر إلا بتفلة، ثم أتبعها بصفعة وركلة، فماذا أخبرك عن النساء، فالعيش معهن عناء، يكفرن العشير، ويقللن الكثير، وينكرن المعروف، ويتنكرن في الصروف، فعند البلية يكثرن التشكي والسخط، وعند العطية يكثرن الكلام واللغط، تأخذك لحما، وترميك عظما، وتلبسك هما، وتقتلك غما، ولا تترك لك حلما، تنبش جيبك، وتفشي عيبك، ولا تحفظ غيبك، وربما قامت بينها وبين أمك معركة ضروس، وكأنها حرب البسوس، وحينما تشب الحرب بين الجارتين النوويتين، فصل ركعتين، وأسبل دمعتين، فستكون أنت الضحية، فألق على رفاقك التحية، فقد حانت المنية، أما الذهاب إلى الأسواق، وما فيه من تعب وإرهاق، ونزاع وشقاق، وبذل وإنفاق، وربما تعود له في اليوم مرتين من شدة الاشتياق، وأما إذا غضبت عليك فرحمك الباري، فهن أشد من الضواري، فتحرم من النوم، من شدة الصراخ واللوم، ولا يكوى اللباس، ويعظم البأس، وتبقى بلا طعام، فتكون كالأيتام في مائدة اللئام، وإن كانت ذات أولاد، فستنام على شوك القتاد، فخذ القصة، وفيها غصة، وهذا غيض من فيض، من مكر ذوات الحيض، وهذا قليل من كثير، من صواحب الطرف الكسير، وهذه بعض العظائم، من تلك النواعم، مع العلم بوجود درر مكنونة، ولآلئ مصونة، وغيد عرائس، وحسان نفائس، ولكنهن نوادر، في هذا العصر الحاضر، فاستأذنته للذهاب، ووعدته بالإياب، فقد وقف المطر، وزال الخطر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abdu1997.yoo7.com
 
مقامة العزاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الصقر القوي :: اشعار وخواطر-
انتقل الى: